الطب

الاكتئاب الخريفي.. تعرف معنا علي أسبابه وأعراضه وطرق للتغلب عليه

كثيرًا ما تراودنا في تلك الليالي من فصلي الخريف أو الشتاء نوبات حزن أو اكتئاب، ولا نعرف لماذا في هذه الفترات تحديدًا، ولكن عرفنا مؤخرًا بأن هذا نوع من أنواع الاضطرابات النفسية يسمي بـ “الإكتئاب الخريفي أو الموسمي”، وهو يحدث عادةً بسبب التغيرات المناخية وقلة التعرض للشمس في فصلي الإكتئاب والخريف، ولكي تتعرف أكثر عن هذا النوع من الاضطرابات النفسية ففي السطور القادمة سنعرض لك تعريف الإكتئاب الخريفي، ثم نبيّن لك أسبابه وأعراضه وأخيرًا طرق علاجه، فتابعنا.

ما هي ظاهرة الإكتئاب الخريفي

الإكتئاب الخريفي أو ما يعرف ب”الإضطراب العاطفي الموسمي”: هو نوع من أنواع الإكتئاب الذي يحدث بسبب التغيرات الموسميّة.

ويبدأ الإكتئاب الخريفي أو الموسمي مع بداية فصل الخريف ويستمر إلي نهاية فصل الشتاء، ويتكرر في الوقت ذاته من كل عام.

ويشعر فيه الشخص بالتوتر والقلق الدائمين والخمول وفقدان القدرة على القيام بالأنشطة اليومية، وغالبًا ما يكون نتيجة لتغير الجو وقلة أشعة الشمس مقارنة بفصل الربيع أو الصيف.

أسباب الإكتئاب الخريفي

العوامل النفسية ليست هي المتسببة في حدوث الإضطراب النفسي الموسمي، وإنما على النقيض من ذلك فهو يحدث بسبب اضطرابات بيولوجية وجسدية.

ولعل العامل الرئيسي في حدوث هذه الاضطرابات هو قلة التعرض لأشعة الشمس في فصل الخريف والشتاء، مما ينتج عنه التالي:

اختلال الساعة البيولوجية للجسم

عند انخفاض ضوء الشمس بداية من فصل الخريف فإن الساعة البيولوجية المسؤولة عن تنظيم النوم والمزاج والهرمونات الدماغية يحدث بها خلل، مما يؤدي إلى اضطراب في جسم الإنسان.

نقص فيتامين D

تعتبر الشمس المصدر الأول والرئيسي للحصول على فيتامين D.

وإنخفاض التعرض لأشعة الشمس يؤدي إلي النقص في فيتامين D في الجسم، مما يسبب انخفاض مستويات السيروتونين المسؤول عن تنظيم الحالة المزاجية في الدماغ.

انخفاض مستويات السيروتونين

السيروتونين: هو مادة كيميائيّة مسؤولة عن تنظيم الحالة المزاجية في الدماغ، والتي يساعد ضوء الشمس بشكل مباشر في تنظيم مستوي هذا الهرمون، لذا ما عدم التعرض للشمس في تلك الفترة فإن مستويات السيروتونين تنخفض، مما ينتج عنه تقلبات في الحالة المزاجية.

زيادة انتاج الميلاتونين

ينظم هرمون الميلاتونين معدلات النوم، وعند زيادته على المعدل الطبيعي ينتج عنه الشعور بالخمول والنعاس ، حيث يتسبب عدم التعرض للشمس في زيادةهذا الهرمون وبالتالي حدوث اضطرابات في النوم لدى الأشخاص سواء بكثرة النوم أو قلته.

عوامل الخطر

يعد الإضطراب العاطفي الموسمي أكثر شيوعًا لدى النساء مقارنة بالرجال، كما يؤثر في الشباب أكثر من الفئات العمرية الأخرى، ومن أبرز عوامل الخطر هذه ما يلي:

  • التاريخ العائلي الوراثي: حيث تزيد احتمالية التعرض لهذا الاكتئاب عند وجود سابقة إصابة به في عائلة الشخص المريض.
  • العيش في المناطق قليلة التعرض لأشعة الشمس: تزداد عوامل خطر الإصابة بهذا الاكتئاب عند من يقطنون الأماكن الشمالية أو الجنوبية بعيدًا عن خط الإستواء لقلة ظهور الشمس في هذه المناطق في فصل الخريف والشتاء.
  • الإكتئاب الحاد او ما يسمى بالإضطراب ثنائي القطب: الأشخاص المصابون بالإكتئاب أكثر عرضة للتقلبات المزاجية التي تحدث نتيجة تغير الجو وقلة التعرض للشمس.

أعراض الإكتئاب الخريفي

هناك بعض الأعراض التي تظهر على الأشخاص بصورة واضحة وبشكل عام ومتكرر أثناء الإكتئاب الخريفي، ولعل ما يأتي في مقدمة هذه الأعراض ما يلي:

  • فقدان القدرة على القيام بالأنشطة اليومية المعتادة.
  • اضطرابات في النوم فإما النوم لوقت أطول من المعتاد أو الأرق وعدم الحصول على قسط كافي من النوم.
  • الشعور بالتعب والإجهاد والخمول الذي يستمر لفترات طويلة.
  • اضطراب في الشهية ينتج عنه اضطرابات في وزن الجسم إما بالزيادة أو النقصان.
  • الشعور بالقلق والتوتر الدائمين.
  • العصبية المفرطة والحساسية الشديدة تجاه الآخرين.
  • الشعور بالحزن والطاقة السلبية والكآبة.
  • الشعور باليأس أو انعدام القيمة وأحيانًا الإحساس بالذنب.

علاج الإكتئاب الخريفي

هناك طرق متعددة للتغلب على الإضطراب العاطفي الموسمي، وتختلف طرق العلاج تبعًا لحالة كل شخص على حدة، وفيما يلى سنتعرف على هذه الطرق المتعددة:

العلاج الضوئي

ويشمل طريقتين للعلاج بالضوء هما:

  • العلاج بالضوء الطبيعي:  عن طريق تعرض الشخص المريض لأشعة الشمس المباشرة والتي تمنح بدورها فيتامين D للجسم، بجانب التعرض للهواء الطلق والذي يساعد في تخفيف حدة التوتر.
  • العلاج بالضوء الصناعي: ويكون هذا عن طريق جلسات علاجية يتم فيها تعريض الشخص لضوء خاص يحتوي على مرشحات لحجب الأشعة فوق البنفسجية الضارة، ويكون هذا خلال السويعات الأولى من الصباح ولمدة تتراوح بين 30 : 60 دقيقة.

العلاج السلوكي المعرفي

العلاج السلوكي المعرفي(C B T): هو نوع علاج يتم تلقيه من الأطباء النفسيين، وهو يساعد في محاربة القلق والتوتر، حيث يقوم فيه الطبيب بمساعدة المريض على تغيير طرق التفكير السلبية، واستبدالها بأخري إيجابية تساعد على التحسن ورؤية الأمور بشكل أوضح.

 علاج الاكتئاب الخريفي بالأدوية

يلجأ الشخص للأدوية في حالة كون هذه النوبات شديدة التأثير، ومن هذه الأدوية:

  • مكملات فيتامين D: حينما يكون سبب الإكتئاب اكتئاب هو نقص فيتامين D فإن هذه المكملات تساعد على تخفيف حدة الإكتئاب.
  • مضادات الاكتئاب: مثل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الإنتقائية، وتستخدم إذا كان الإكتئاب  يوصف بأنه حاد.

في المقال السابق شرحنا لك ماهية الإكتئاب الخريفي وأسبابه وأعراضه، ثم وضحنا لك طرق علاجه، لكي يتثني لك التعرف عليه من كافة الجوانب ومحاولة التغلب عليه.

إسراء عرفه

إسراء عرفه، درست بكلية الحقوق، وبجانب تخصصي أهوى القراءة والكتابة جدًا؛ لذلك بدأت في مجال كتابة المحتوى، وبالإضافة إلي كتابتي في مجال القانون، لدي خبرة في كتابة مقالات في مجالات أخري كالسياحة، والتعليم، والثقافة، والخدمات وغيرهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى