الثقافة

المؤمياء الصارخة.. والأسرار الخاصة بها

تُعتبر فترة حكم رمسيس الثالث من أهم فترات التاريخ المصري،  حيث شهدت تطورًا كبيرًا في مجالات مختلفة.  وقام بإجراء إصلاحات اقتصادية وإدارية شاملة، وأعاد تنظيم جهاز الحكومة والجيش. كان لديه اهتمام كبير بإعادة بناء المدن وإقامة المشاريع الضخمة، مثل معابده والأهرامات. اُشتهر بحروبه وانتصاراته في المعارك خلال فترة حكمه، وقاد حروبًا عديدة ضد أعداء مصر، بما في ذلك حروب ضد هكسوس (شعوب آسيوية) وحروب استعادة أقاليم مصر التابعة للإغريق.

 كشف سر المومياء الصارخة من وراء مؤامرة الحريم ضد رمسيس الثالث

  • هناك مومياوتين صارختين، أحدهما لسيدة، والأخرى لرجل. ومما زاد من غموض الأمر، أن كِلا المومياوتين من الأمراء، والمومياوتين تم العثور عليهما فاغرين أفواههم. يبدو وكأن موتهم شَهِد رُعبًا عظيمًا، وجوه يملؤها الألم، والسؤال عن ذلك الألم الذي لايزال مستمرًا منذ أكثر من 3 آلاف سنة وحتى اليوم.

المومياء الصارخة الأولى

  • أعلن عالم الآثار المصري ووزيرها الأسبق الدكتور زاهي حواس، عن حل لغز (مومياء المرأة الصارخة)، والتي وجدت في الخبيئة الملكية في الدير البحري في الأقصر، وذلك في عام ١٨٨١ م. عن توصله والدكتورة سحر سليم أستاذة الأشعة بجامعة القاهرة والمتخصصة في أشعة الآثار، لسر موتها.

سر موت مومياء المرأة الصارخة

  • تم التوصل لسر موتها باستخدام جهاز الأشعة المقطعية، والذي أكد إصابتها بتصلب شديد في شرايين القلب التاجية، كذلك شرايين الرقبة و شريان الأبهر البطني والحرقفي. وكذلك شرايين الطرفين السفليين والساقين، مما أدى إلى تلف عضلة القلب. ووفاة الأميرة المصرية فجأة بنوبة قلبية وهي لم تتجاوز 60 عام بعد.
  • تلك الطريقة التي وُجِدت عليها تلك المومياء تلزمنا بالبحث لمعرفة شخصية تلك المومياء. فقد تم التعرف عليها من خلال تلك اللفائف المصنوعة من الكتان والتي كانت مغطاة بها، مدون عليها باللغة الهيراطيقية التعريف الخاص بها. فهي الإبنة الملكية والأخت الملكية “ميريت أمون”.
  • كان هناك العديد من السيدات حاملات لهذا الإسم الشائع، على رأسهم (ميريت آمون)، {ابنة الملك (سقنن رع)}، من نهاية الأسرة 17 عام 1558- 1553 قبل الميلاد. وكذلك (ميريت آمون)ابنة الملك(رمسيس الثاني) 1279-1213 قبل الميلاد من الأسرة 19. لذا أُطلق عليها لقب مومياء المرأة الصارخة الغير معروفة.  وقد ماتت بتلك الوضعية التي وجدت عليها، ساقاها مثنية وملتفة عند الكاحل، وتسببَ الموت في ميل الرأس إلى الجانب الأيمن وارتخاء عضلات الفك، ما أدى الى فتح الفم، وذلك خلال تعرضها لأحد النوبات القلبية.

 مرحلة تحنيط المومياء 

  • يشير وضعها إلى أنه  لم يعلم أحد بموتها حين موتها أو بوقت قريب منه، بل تُركت حتى تيبست. وباءت محاولات المحنطين بالفشل في وضع جسد المومياء بوضع الاستلقاء.
  •  كما أنهم لم يتمكنوا من تأمين غلق الفم، كما جرت العادة مع باقي المومياوات الملكية، وذلك رغم أن جثمانها نال عناية بالغة من المحنطين. الذين أزالوا الأحشاء ووضعوا مواداً باهظة الثمن، مثل الراتنج ومواد التحنيط المعطرة، كما استخدموا الكتان الطاهر في لف جسدها.
  •  ولكنهم لم يتمكنوا من استخراج مخ المومياء، إذ لا يزال يمكن رؤيته بداخل تجويف الجمجمة، إلا أنه يميل إلى الجانب الأيمن، وذلك لوضعية الجسد على هذا الجانب عند الموت وبعد التحنيط.

المومياء الصارخة الثانية

داخل مقبرة تعرف باسم (خبيئة الدير البحري)الملكية، عُثر على(مومياء الرجل الصارخ). حيث أُثبت ذلك بالدراسات الحديثة، والأشعة المقطعية واختبارات الحمض النووي. والتي أُجريت من قِبل نفس الفريق العلمي للمشروع المصري للمومياء.

  • أُكد أنها تعود للأمير “بنتاؤر”، {ابن الملك رمسيس الثالث}، والذي أُجبر على الانتحار شنقاً.  وذلك عقاباً له على تورطه في قتل أبيه، الملك (رمسيس الثالث)، في ما يعرف بـ”مؤامرة الحريم”.

مرحلة تحنيط المومياء

  • مومياء الأميربنتاؤر الصارخة، لم يلق المعاملة والاهتمام التي حظيت بها ميريت أمون من قِبل المحنطون، فقد كان من ضمن عقابه أن جثته لم تحنط. كما لُفَ جسده بجلد الغنم،  وهذا إشارة في معتقداتهم إلى اعتباره نجساً. ولكون الجحيم  هي مصيره الذي ينتظره في الآخرة.
  • وُجدت هناك علامات شنق على رقبة بنتاؤر بالفعل، مطابقة للنص الموجود ببردية مؤامرة الحريم. والتي سجلت قصة مؤامرة قتل الملك (رمسيس الثالث)،
  •  حتى الملك رمسيس الثالث نفسه، فقد أظهر الفحص الدقيق لمنطقة الرقبة بالأشعة المقطعية أن شخصًا ما كان قد فاجأه من الخلف بطعنة في الرقبة بسلاح حاد ومدبب كالخنجر.

وقد اشترك هو الأمير بنتاؤر في مؤامرة تعرف بمؤامرة الحريم لقتل والده رمسيس الثالث، وذلك بالتعاون مع أحد السحرة. حيث أدخل تمثال من الشمع للملك رمسيس مشبع بالسحر الأسود، ليصاب الملك بالشلل. وقيامه بإخفاء القتلة الذين سيتسللون للقصر. 

وقد تم إعدام الساحر في السوق في الميدان كي يكونوا عبرة، أما الأمير فتم الحكم عليه بالانتحار شنقًا. في حين لم يُعرف حتى اليوم الطريقة التي عوقبت بها الزوجات المشاركات في مؤامرة الحريم تلك.



مروه راجح

خريجة جامعة الأزهر كلية التجارة قسمي إدارة الأعمال والمحاسبة، حاصلة على دبلومات في علوم الحديث والتفسير، معلمة خبيرة بتقدير ممتاز في تلقين الحديث شامل الوطن أجمع، عملت في المجال الإداري عدة أشهر عن بعد، أعمل ككاتبة بموقع مثقفون، أٌقدم الأعمال الكتابية المحترفة، وأهتم بكتابة الأعمال الطبية والدينية، وكل ما يخص المرأة والطفل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى