متنوع

انتفاضة أكتوبر

ما بين الحُب والحرب يولد الرجال، فلسطين ومصر كلاهما وجهان لعملة واحدة، تحت وطأة الاحتلال وفي أشد الأوقات ضيقًا، ينتفض المقاتلون إعلانًا لانتفاضة أكتوبر المجيدة، لم تُغلق صفحات التاريخ؛ فنحن التاريخ، بداية من صنبور مياه وصولًا إلى الطوفان.

تدمير خط بارليف

صنبور مياه و 6 ساعات كافية لعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف – الذي لا يُقهر – استطاع الجيش المصري تحديدًا سلاح المهندسين من ابتكار خطة مُحكمة لاختراق الساتر التُرابي لتحصين المستوطن الصهيوني ظنًا منه أنه سيمنعه من إرادة الرجال، ولكن هيهات!

سقط بارليف الحصن المنيع ومعه 15 حصنًا آخرًا وعبور 30 ألف جنديًا للضفة الأخرى بنجاح، خير أجناد الأرض اليوم عيد، اليوم تحرير، اليوم استقلال أعلنوا الاحتفالات ودقوا الطبول، حَل النصر وما ذلك على الله بعزيز.

طوفان الأقصى

إسرائيل بين فكي الرُحى اليوم السابع من أكتوبر عام 2023، حيث انتفاضة غزة القوية نحو المستوطن وتسلل بعض الجنود المقاتلين إلى الأراضي المُحتلة، مع ارتفاع صوت الخطوات وطلقات الرصاص يزداد الثبات والإيمان، أنزل الله سكينته على جنوده وألبسهم لباس التقوى وسدد خُطاهم، قُضي الأمر لا مفَر مُرددون الله أكبر.

على النقيض زلزل الله وخسف بقلوبهم السبع أراضين، هاربين بلا مأوى كما جاؤها أول مرة، وأعلنوا حالة الطوارئ حيث قال نتنياهو: ( مواطنو إسرائيل، نحن في حرب ولسنا في عملية إرهابية، ولكن في حرب حقيقية).

بدأت الحرب الحقيقي حينما أعلنت حماس الانتفاضة بعملية مزدوجة إحداهما إطلاق قذائف صاروخية والأخرى تسلل الجنود إلى داخل الأراضي المُحتلة من كل صوبٍ وحدب، سيرًأ على الأقدام وهبوطًا من السماء كملائكة الموت عازمين على قبض الأرواح التي استمرت في تعذيب أرواحهم في أعوامٍ دون كللٍ أو رحمة!

أعلن المتحدث الرسمي أفيخاي أدرعي عن إطلاق عملية (السيوف الحديدية) حيث خرجت الأمور عن السيطرة ضد حركة حماس في قطاع غزة الحبيبة، وقام باستدعاء أعداد كبيرة من القوات الخاصة إلى الجنوب، ورفع راية الحالات الاستثنائية في الجبهة الداخلية حتى 80 كلم بعد وقوع قتلى وجرحى.

قد تتفاقم الأوضاع بين فلسطين والمستوطن، هل يقع الرجال في الأسر؟ يتعرضون للقتل؟ اغتصاب نساء وقتل أطفال وشيوخ؟ لا فارق اليوم للجنود، الانتفاضة ولا شيء سواها، لعلنا نُدرك التغيير، لعلنا نملك يومًا شُعلة الضوء ونشهد أخيرًا شروق بدايات جديدة!

هُنا القاهرة..هُنا غزة

ما أشبه اليوم بالبارحة! السادس والسابع من أكتوبر، أهي عدالة السماء أم صلابة الرجال؟ حينما تّكر الشجاعة يجب ذكر كلًا من جنود البلدين – مصر وفلسطين – رجال قاوموا الظلم والفقر والتعذيب، أيام وليال دون مأوى والقلق يأكل جدران الفؤاد، ثم يُنادي مُناديًا من إحدى قنوات الإذاعة قائلًا: هُنا القاهرة..هُنا غزة، الأمل باقٍ وللحكاية بقية.

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى