جبل إفرست .. التاريخ المميت لأعلى قمة في العالم

هنالك في جبال الهيمالايا، تقع قمة جبلية مميتة واصلت الارتفاع يومًا بعد يوم حتي حققت لقب أعلي قمة جبلية علي الإطلاق، والتي حازت على أكبر قدر من اهتمام عاشقي الخطورة والمغامرة ومحبي المرتفعات الشاهقة، لكن بالإضافة إلي كونها صاحبة لقب الأعلى بين أقرانها فهي أيضًا صاحبة لقب القمة

المميتة الأكثر خطورة وقطعًا  للأنفاس …تعرف معنا علي قمة جبل إفرست في السطور التالية

ارتفاع جبل إفرست

يبلغ ارتفاع الجبل نحو 29000 قدم فوق مستوي سطح البحر والذي تمتد قمته علي الحدود بين التبت ونيبال في جبال الهيمالايا.

قياس قمة جبل إفرست لأول مرة

من المدهش معرفة أن الجبل في نمو مستمر لأعلى بسبب حركة الصفائح التكتونية ثم ينكمش في الوقت نفسة بسبب مستوى سطح البحر، وفي عام 1868م تم رصد ارتفاع الجبل لأول مرة وقدر بنحو 29002 قدم عن طريق مساحي الهند البريطانية إلا أنه لم يكن دقيق بشكل كبير بسبب المشاكل العسكرية بين نيبال والهند الشرقية.

قياس القمة الحالي

في نوفمبر 2021 تم رصد أكثر ارتفاع لقمة إفرست  مقبول عن طريق تعاون نيبالي مشترك بينها وبين الصين ليتم تحديد الارتفاع بنحو 29000قدم  فوق سطح البحر.

تسمية الجبل

تم تسمية الجبل تيمنًا وتكريمًا للسير جورج إڤرست في عام 1886 “المساح البريطاني السابق في ذلك الوقت”، والمثير في الأمر أن القمة كان يشار إليها بأسماء عده من قبل التبتيون، والنيباليون،  منذ العديد من القرون من أهمها “تشومولونغاما” والتي تعني الأم المقدسة.

قصص متسلقي جبل إفرست

هناك العديد من القصص الدموية المرعبه التي رواها المتسلقون عن القمة ذات الشهرة الواسعة.

قصص مالوري ورفاقه

حاول مالوري الوصول لأعلى القمة الجبلية بمساعدة متسلقين أخرون، ففي عام1921 تم رسم الطريق الشمالي في رحلة استكشافية بحتة الهدف منها الاستطلاع، وبعد عام من تلك الرحلة تحديدًا في عام 1922 قام صاحبنا بمشاركة كل من “جيفري بروس”، و”تشارلز جرانفيل بروس” مع الكيميائي النمساوي جورج فينش لتسلق الجبل ولكن باءت المحاولة بالفشل بسبب انهيار جليدي.

وفي يونيو 1924 شد العزم مره أخري مع المتسلق الإنجليزي “أندرو ايرفين” لكن كانت تلك الرحلة هي الرحلة الأخيرة لهما، فقد لقيا حتفهما بسبب انهيار جليدي وتم العثور علي جثتيهما في عام 1999.

القصة الأكثر دموية

عام1996 كان التطور في المعدات قد أصبح في أفضل حالاته، ولم يقتصر حينها التسلق على الخبراء منهم، بل أصبح أشخاصًا شبه عاديين وعديمي خبره هم من يقومون بهذه الرحلة الوعرة علي شكل مجموعات، وللأسف تم محاصرة 4 مجموعات من المتسلقين وكان الموت ضيف الشرف.

أخطاء فادحة

في العاشر والحادي عشر من مايو عام 1996 لقي 8 من المتسلقين حتفهم ولم ينج غير متسلق واحد يدعي “لوكس أسكا”، والذي ادعى احتمالية النجاة إن تراجعت المجموعة في الوقت المناسب عند الشعور بالخطر، كما يضيف أن الرحلة كانت مليئه بالأخطاء، مما تحتم علي بعض المتسلقين العودة خوفًا من نفاذ الأكسجين بينما استمر الباقيين في المضي قدمًا.

وصول إلي قمة الموت

وصلت المجموعة إلى القمه في حوالي الساعة الواحدة ظهرًا وتأخر بهم الوقت حتي الثالثة عصراً حتى شرعوا في النزول مما أدى ذلك التأخير في نفاذ الأكسجين، ومما ذاد الطين بله هو حدوث عاصفه ثلجيه أدت إلي تأخيرهم العديد من الوقت علي بعد ربع ميل من خيامهم، انتهي الأمر “بأناتولي بوكريف ”  إلي النزول لأقرب معسكر دون متسلقي فرقتة، بينما بقي الاخرين مع متسلقي فرقهم مما أدى إلي نفاذ الأكسجين.

يقال أن الرؤية كانت أشبه ب السباحة في كوب حليب، الأمر الذي جعلهم يتأخرون لأكثر من ثماني ساعات، فقد حوصرت مجموعة من المتسلقين في منطقه الموت بسبب استحالة التقدم على ارتفاع 26 ألف قدم، و من المعروف أن تلك المنطقة تقل فيها كمية الأكسجين مما يؤدي إلى تلف وظائف الأعضاء أو التجمد حتي الموت.

إنقاذ ما بعد المذبحة

بعد المعاناة للعديد من الأيام نجحت فرقه الإنقاذ من الوصول للجبل يوم 14 من مايو لكن للأسف فقد لقي 8 من المتسلقين حتفهم بالفعل والذي من بينهم متسلقين مخضرمين.

الحياة علي قمة جبل إفرست

لا يمكن أن يكون  هذا الارتفاع الهائل ملازًا آمنا للحياة، ومع ذلك تنمو أشجار البتولا، والعرعر، والخيزران، والصنوبر الأزرق في ارتفاعات منخفضه نسبياً، كما تعيش حيوانات مثل غزال المسك، والباندا الحمراء، والنمور الثلجية، والدببة السوداء في أماكن ارتفاعها لا يتعدى 16400 قدم كما يوجد أيضا عدد قليل من حيوانات أخرى صغيرة.

لربما كانت روح المغامرة والبحث عن التجديد هو المحرك الإنساني الدائم في أنحاء العالم، لكن تلك الروح المستعرة و المتعطشة يمكن أن تحكم علي نفسها بالهلاك في لحظة تهور واحدة، عندها لن يفيدها ندمًا أو عويل، لذلك أحرص أن تنتقي مغامراتك وتأكد أن الأمان شرطها الأساسي.