الإسلام

أسباب سوء الظن.. وعلاجه

إذا كنت تكره إساءة الناس الظن بك فلماذا تسئ أنت الظن بهم!!؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وما يزيدك إرادة وإعانة هو تحذير النبي صلى الله عليه وسلم إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث”.

ماهو سوء الظن

يعني سوء الظن ما امتلئ قلب العبد به من ظن سيء تجاه غيره، حتى يظهر على لسانه وجوارحه، بداية من الهمز واللمز والطعن والعيب والبغض، بحيث يبغضهم ويبغضونه ويلعنهم ويلعنونه ويحذرهم ويحذرون منه.

أنواع سوء الظن وحكمه

سنسرد فيما يأتي أنواع سوء الظن، وحكم كلًا منهما في الشريعة الإسلامية

  1.  سوء الظّن بالله يُقصد به أن يظّن العبد بالله -تعالى- بأنّه لا ينصر دينه، ولا يعلي كلمته، وأنّ الله ليس بحسب العبد في جميع أموره، وأنّه لا يعطف على عباده، ولا يرحمهم، ولا يعافيهم، وأنّه لا يغفر الذنوب.  وحكمه كما جاء في الآية الكريمة، حيث قال الله تعالى في القرآن الكريم: “وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۖ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا”،فقد توعّد الله لهم. وبين الله أيضًا أن سوء الظن ينافي التوحيد، حيث قال في كتابه العزيز “يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية) لهذا فهو من الكبائر التي تهلك صاحبها وتجعله من أهل النار، فعلى المسلم إحسان ظنه بالله والتوبة إليه والاستغفار. 
  2. سوء الظن بالمسلمين يُقصد به أن يظّن العبد بأهل الخير، وبمن لا يعلم فسقه شرًّا، أي مجرّد اتهام الغير من أهل الخير بالسوء، ولقد نهى عنه الله- تعالى-، فقال في القرآن الكريم: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ»، فالآية الكريمة تنهى المسلم عن اجتناب الطريق التي لا تؤدي إلى العلم، وهو الظّن، وطلب تحقيق الظن فيصبح علمًا، أي أنّ التجسس وتتبع عورات الآخرين، وذكر الأخرين بسوء وهو الاغتياب لهم.
  3. حكمه، سوء الظن هو أحد أبواب الشيطان لذا فهو إثم بين يحرم عليك أن التحدث أمام غيرك بمساوئ الناس لقوله إن بعض الظن إثم.

 أسباب سوء الظن

سوء الظن صفة سيئة ولكي يتم التخلص منها يجب معرفة أسبابها وهي

  • أمراض القلوب، (من غيرة وحسد وغل وأنانية وكره) فالفرد إن ابتلى بوجود هذه الأمراض يصل به الحال إلى إساءة الظن بغيره، فتضيع منزلته بين الناس.
  • الوقوع في الشبهات وأماكنها بدون قصد وعدم وجود مبرر لفعلها، فيفتح لغيره المجال في الوقوع فيها.
  • عدم مراعاة الآداب الإسلامية في النجوى (كأن يناجي بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وغيبة غيره).

غفلته عن ما يترتب عليه سوء الظن( من اتباع الهوى وماتشتهي النفس وسوء الأفعال واتصافه بالخصال السيئة من كذب وخيانة) فمتى سيطرت هذه الصفات على الفرد تجعله ينظر للآخرين بهذا الشكل.

 علاج سوء الظن

  • يجب تنشئة الفرد على حسن الظن، بداية من دور الأسرة والمدرسة والإعلام والمسجد والأصدقاء، وعرض نماذج من القدوة الصالحة أمامه في السلوك والحوار الهادف واستخدام أسلوب الترغيب والترهيب في التربية.
  • سلامة الصدر من البغض والكراهية، والغل والحسد، وذلك بالإقبال على قراءة القرآن وتدبره إمضاء الكثير من الوقت معه، والدعاء بقلب سليم لإبعاد هذه الأحقاد والضغائن عنك.
  • الابتعاد عن أماكن الشبهات، واختيار الصحبة الصالحة الذين يعينون بعضهم على الطاعة واجتناب سوء الظن.
  • تهيئة النفس على حسن الظن.
  • المحافظة على أداء الصلوات الخمس في جماعة.
  • عدم النظر لمن هو أقل منك دينًا، أو من يعلوك  صحة عافية، واحمد الله على كل ما تلقاه تؤجر.
  • لا تستعجل في الحكم حتى تتضح لك الأمور وتتبين كل الحقائق.

هل سوء الظن مرض نفسي؟

إن سوء الظن هو مدخل من مداخل الشيطان الموقعة في كبائر الذنوب، كما أنه سبب في مرض القلب، وعلامة على خبث الباطن، وفي ذلك قول الإمام الغزالي أنه ( عند رؤية إنسان يسيء الظن بالناس طالبًا للعيوب، فعليك أن تعلم أنه خبيث الباطن وأن ذلك خبثه يترشح منه، وإنما رأى غيره من حيث هو، فإن المؤمن يطلب المعاذير، والمنافق يطلب العيوب.

هل يأثم الإنسان على سوء الظن؟

نعم يأثم الإنسان عليه، فقد نهى سبحانه وتعالى عن سوء الظن في كتابه الكريم، في الآية( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم..) آية 12 من سورة الحجرات.

وبالدليل أيضًا قول ابن كثير في إثبات أن الله تعالى قد نهى عباده المؤمنين عن كثير من الظن، لأن الظن هو تخوين للناس في غير مكانه، فيجب اجتنابه احتياطًا من أن يمسك سوء العاقبة. 

يمكنك تدريب النفس على حسن الظن بالله، بأن تحققه في أمور منها معرفة أسماء الله وصفاته وأن تتطلع على حكمته في الخلق، والعطاء والمنع، فمعرفة أن الله حكيم فعال لما يريد يوجب أن تحسن ظنك بالله عزوجل.  

مروه راجح

خريجة جامعة الأزهر كلية التجارة قسمي إدارة الأعمال والمحاسبة، حاصلة على دبلومات في علوم الحديث والتفسير، معلمة خبيرة بتقدير ممتاز في تلقين الحديث شامل الوطن أجمع، عملت في المجال الإداري عدة أشهر عن بعد، أعمل ككاتبة بموقع مثقفون، أٌقدم الأعمال الكتابية المحترفة، وأهتم بكتابة الأعمال الطبية والدينية، وكل ما يخص المرأة والطفل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى