طرق التقرب إلى الله
يسعى المسلم الحق إلى الاقتراب من الله – عز وجل – من خلال اتباع أوامره وتجنب نواهيه، فالاقتراب من الله – سبحانه وتعالى – يمنحنا الفوز بجنات النعيم ورضا الله وتوفيقه في الدنيا والآخرة.
طرق للتقرب من الله
1- أداء الصلاة في أوقاتها يعتبر أساسًا في الإسلام، فهي تُعتبر عمود الدين وأول ما يُسأل عنه الإنسان يوم القيامة، ومن أعظم الأعمال التي تحبها الله هو أداء الصلاة في وقتها المحدد، بعد سماع الآذان مباشرة، ولا يمكن إغفال أن الصلاة في المسجد مع الجماعة تحمل أجرًا أكبر من صلاة الفرد بمفرده.
2- أداء صلاة التطوع يشمل أداء الصلوات الاختيارية وغير الواجبة، مثل صلاة السنة، والتراويح، والضحى، والتهجد، والوتر، وتحية المسجد من يقوم بأداء هذه العبادات يحصل على أجر عظيم، ويقرب نفسه إلى الله، وينال رضاه وجنته يوم القيامة.
3- يجب على المسلم أن يحرص على الاستمرار في أداء الطاعات، فإن من أحب الأعمال إلى الله هي التي يستمر فيها الإنسان. لذلك، ينبغي على المسلم أن يستمر في طاعة الله وفعل الخير، فهذا هو الطريق للتقرب إلى الله ولكسب رضاه ومحبته. بر الوالدين يعني معاملتهما بلطف واحترام، وطاعتهما في الأمور التي ترضي الله. كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ” (سورة لقمان: الآية 14).
4- الحرص على ذكر الله هو من أعظم الأعمال التي يقرب بها العبد إلى الله -عزّ وجل- ومن الأذكار التي أثاب الله عليها بأجر عظيم هي التسبيحات الأربعة: سبحان الله، والله أكبر، والحمد لله، ولا إله إلا الله. بالإضافة إلى قراءة الأذكار في الصباح والمساء. وقد وعد الله بأجر عظيم لمن يذكره، ويزيل عنه الهموم، ويساعده في تحقيق احتياجاته، ويكرمه بمحبته، ويوسع رزقه، ويجعله من أهل الجنة في يوم القيامة. قال الله -تعالى-: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا” (سورة الأحزاب: 42، 41).
5- الصيام هو من الأعمال المحببة إلى الله، حيث جعله الله -سبحانه وتعالى- وسيلة للتقرب إليه وشفاعة للمسلم في يوم القيامة يقترب المسلم من ربه من خلال صيام شهر رمضان وصيام التطوع مثل صيام يوم عرفة لغير الحاج، وصيام يومي الإثنين والخميس، وصيام الأيام البيض في كل شهر وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر.
6- يجب على المسلم أن يتوب من المعاصي والآثام التي ارتكبها، ويجب أن تكون توبته صادقة وصحيحة، وأن يعاهد الله على عدم العودة إلى المعاصي.
7- ينبغي قراءة القرآن الكريم، وذلك بناءً على قوله -عليه السلام في الحديث الشريف-: “من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها”.
8- ينبغي أن نكثر من صلاة على النبي عليه السلام، تصديقًا لما جاء في الحديث الشريف التالي: “من صلّى عليّ صلاة، صلى الله عليه بها عشرًا”، [رواه مسلم].
9- ينبغي أن نلتزم بالصحبة الصالحة، حيث إن الأصحاب الأخيار يعينون المسلم على طاعة الله، وترك المعاصي والآثام.
10- ينبغي أن نتصدق على الفقراء والمساكين بكثرة.
طرق التقرّب إلى الله
هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تقربك إلى الله -سبحانه- وتكون متنوعة، وقد قدّم الله -تعالى- هذه الطرق لعباده لكي يسهل عليهم الوصول إليه وتحقيق الفضل العظيم من خلال ذلك. ومن بين هذه الطرق:
1- ما ذكره الله -تعالى- في الحديث القدسيّ: «من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحربِ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها، ورِجلَه الَّتي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه» وفي شرح الحديث الشريف، يُذكر أن أفضل طريقة لاقتراب العبد من ربه هي أداء الفرائض التي فرضها الله عليه. وتشمل الفرائض الصلاة والصيام والزكاة والحج، فإذا قام العبد بأداء هذه الفرائض بالطريقة التي يرضاها الله، وأخلص نيته فيها لوجه الله وحده، فإن ذلك يعد أعظم ما يقرب العبد من ربه. وفي الحديث الشريف، يروي عن رجل جاء ليخبر النبي -عليه السلام- أنه لن يزيد على الفرائض التي فرضها الله عليه، فأخبره النبي -عليه السلام- أنه سيكون من أهل الجنة إذا كان صادقًا في قوله.
2- النوافل هي الأعمال الاختيارية التي تأتي بعد الفرائض، وتعتبر استكمالًا لما ورد في الحديث القدسي، تزيد النوافل من تقرب العبد إلى الله وترفعه إلى أعلى المراتب، تتكامل النوافل مع الفرائض عندما يُحاسب العبد على أعماله في يوم القيامة، فالفرائض تسهل على العبد أداء النوافل، وتجبر النوافل على تصحيح أو تعويض أي تقصير حدث في الفرائض، النوافل هي سنن النبي صلى الله عليه وسلم التي وردت لأمته، فأداء النوافل يعد اتباعًا لسنة النبي في سبيل الاقتراب من الله تعالى، ولذلك قال أحد أهل العلم: (لم يضيِّع أحد فريضة إلا ابتلاه الله تعالى بتضييع السُّنن، ولم يُبْلَ أحد بتضييع السنن إلا أوشك أن يبتلى بالبدع)، أن العبد الذي يحافظ على الفرائض كما أوجبها الله تعالي، فإنها تكون سببًا في ثباته على السنن ومن ثبت على السنن كان أبعد عن البدع.
– النوافل الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- التي يأخذ المسلم منها بقدر ما يشاء، فمن ذلك وأشهر ما وصّى به النبي -عليه السلام- صلاة اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة، هنّ النوافل تؤدّى مع الصلوات الخمس، وفي فضلهنّ ذكر النبي – عليه السلام-: «ما من عبدٍ مسلمٍ يصلِّي لله كل يومٍ ثِنتي عشرةَ ركعةً تطوعًا، غير فريضةٍ، إلا بنى اللهُ له بيتًا في الجنةِ» وفى لفظ آخر: « أو إلا بُنِيَ له بيتٌ في الجنةِ»، ومن السنن كثرة ذكر الله – تعالى-، وقد خصّص النبي بعض المواعيد لذكر الله سبحانه، منها بعد الانتهاء من الصلاة المكتوبة أن يسبّح المسلم ربه ثلاثًا وثلاثين ويحمد ثلاثًا وثلاثين ويكبّر ثلاثًا وثلاثين ويتم المئة بقول: « لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير».
سنن التقرب من الله
ومن السنن ركعتان أوصى بهما النبي على وجه الخصوص قبل فرض المغرب، ومن السنن أيضًا ما ذكره النبي -عليه السلام- في حديثٍ واحدٍ عدّة أشكالٍ من النوافل، فقال: «كلُّ سُلامَى من الناسِ عليه صدقةٌ، كلُّ يومٍ تطلُعُ فيه الشمسُ، يعدلُ بينَ الاثنينِ صدقةٌ، ويعينُ الرجلَ على دابتِه فيحملُ عليها، أو يرفعُ عليها متاعَه صدقةٌ، والكلمةُ الطيبةُ صدقةٌ، وكلُّ خطوةٍ يخطوها إلى الصلاةِ صدقةٌ، ويميطُ الأذَى عن الطريقِ صدقةٌ»؛ فكلّ ما ورد في الحديث من صلاة الضحى وغيرها من النوافل التي ترفع العبد عند ربّه، وتزكّي منزلته فيمن عنده.
وقد تسابق الصحابة – رضي الله عنهم- إلى تطبيق سنّة نبي الله محمد -عليه الصلاة والسلام- لينالوا الفضل العظيم لتطبيقهم هذه الأعمال، فأمّ المؤمنين أم حبيبة -رضي الله عنها- لم تفتر عن وصيّة النبي -عليه الصلاة والسلام- لها بأن تصلّي اثنتي عشرة ركعة في اليوم أبدًا، وذلك تعلّقًا ورغبة منها في نيل أعلى الدرجات عند الله تعالى في الآخرة.
